
قال ابن حجر: عمرو بن وابصة بن معبد، تابعي معروف، أخرجه الباوردي في الصحابة، وساق من طريق معمر، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن عمرو بن وابصة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يصلى خلف الصف، فأمره أن يعيد. [الإصابة: 8/ 447 (القسم الرابع)]
قال ابن حجر بعد ذكر الحديث السابق: هذا خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو «عن عمرو عن وابصة»، فتصحف «عن» فصارت «بن»، فعمرو هو ابن راشد، والصحابي هو وابصة، وقد أخرجه أبو داود والترمذي من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن هلال، على الصواب. [الإصابة: 8/ 447 (القسم الرابع)]
قلنا: أصاب ابن حجر في أن هذا الإسناد خطأ، لكن قوله «نشأ عن تصحيف» فيه نظر؛ والذي ترجح لنا أن سبب الخطأ هو إقحام «عمرو» في الإسناد، وأن قوله «عن زياد بن أبي الجعد، عن عمرو بن وابصة» خطأ، والصواب «عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة» دون واسطة بينهما، وهكذا رواه عبد الرزاق والطبراني من طريق معمر، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة. [مصنف عبد الرزاق: 2482، والمعجم الكبير للطبراني: 22/ 141 (375)]
وهذا الحديث رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه من طريق عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة. [مسند أحمد: 18000، 18005، وسنن أبي داود: 682، وجامع الترمذي: 231]
ورواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه من طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن هلال، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة. [مسند أحمد: 18002، 18007، وجامع الترمذي: 230، وسنن ابن ماجه: 1004]
فزياد بن أبي الجعد إنما يرويه عن وابصة مباشرة دون واسطة، وليس لعمرو بن راشد مدخل في هذا الطريق، إنما يرويه عمرو بن راشد عن وابصة- كما في الطريق الأخرى- ويرويه عنه هلال بن يساف، وليس زياد بن أبي الجعد.