
قال ابن منده: ربيع الأنصاري، غير منسوب، روت عنه ابنته أم سعد.
أخبرنا محمد بن محمد بن يعقوب المقرئ، قال: حدثنا محمد بن المسيب، قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عبد الكريم الحراني، قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد بنت الربيع، عن أبيها، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سوء الخلق شؤم، وطاعة النساء ندامة، وحسن الملكة نماء، والصدقة تمنع ميتة السوء». [معرفة الصحابة: ص 615]
قال ابن حجر في ترجمة «الربيع بن عمرو بن أبي زهير الخزرجي الأنصاري» والد سعد بن الربيع: روى ابن منده من طريق عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد بنت الربيع، عن أبيها رفعه: «طاعة النساء ندامة». والصواب: عن أم سعد بنت سعد بن الربيع. [الإصابة: 3/ 582 (القسم الرابع)]
قلنا: على كلام ابن حجر هذا ملاحظات:
الأولى: قوله: «والصواب: عن أم سعد بنت سعد بن الربيع». فيه نظر؛ إذْ لا يعرف لسعد بن الربيع رضي الله عنه رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا لمحمد بن زاذان رواية عن أم سعد بنت سعد بن الربيع، إنما يروي عن أم سعد بنت زيد بن ثابت.
وقد روى هذا الحديث ابن عدي، وابن الجوزي، من طريق عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد بنت زيد بن ثابت، عن أبيها. [أخرجه ابن عدي في الكامل: 6/ 462، وابن الجوزي في الموضوعات: 2/ 272. وقال ابن عدي: عنبسة هذا له غير ما ذكرت من الحديث، وهو منكر الحديث. وقال ابن الجوزي: حديث زيد فيه عنبسة، قال يحيى: ليس بشيء. وقال ابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة لا يجوز الاحتجاج به، ولا بعثمان بن عبد الرحمن. وقال الألباني في السلسلة الضعيفة: 435: موضوع]
وهذه الرواية تبين أن رواية ابن منده خطأ، وأن الصواب: «عن أم سعد بنت زيد بن ثابت»، فالحديث حديث زيد بن ثابت، وليس حديث الربيع الأنصاري، ولا سعد بن الربيع.
الثانية: أورد ابن حجر كلام ابن منده ضمن ترجمة «الربيع بن عمرو بن أبي زهير الخزرجي الأنصاري» والد سعد بن الربيع، وهذا أيضا خطأ؛ فابن منده قد صرح بأن الربيع هذا غير منسوب، ولو كان عند ابن منده هو والد سعد بن الربيع لصرح بذلك وذكر نسبه.
الثالثة: قال ابن حجر: الربيع الأنصاري آخَر، روت عنه ابنته أم سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سوء الخلق شؤم، وطاعة النساء ندامة، وحسن الملكة نماء». أورده ابن منده. [الإصابة: 3/ 494 (القسم الأول)]
هكذا أفرده ابن حجر بترجمة في الصحابة في القسم الأول تبعا لابن منده، فقال «الربيع الأنصاري آخَر»، وهو يؤكد ما سبق من أنه غير والد سعد بن الربيع.
وإيراد ابن حجر له في القسم الأول خطأ، والصواب أنه في القسم الرابع في الوهم والخطأ؛ لما سبق ذكره من أن الحديث المذكور حديث زيد بن ثابت، وقد ذكره ابن حجر نفسه في القسم الرابع ضمن ترجمة «الربيع بن عمرو بن أبي زهير الخزرجي الأنصاري».