البيانات الشخصية

الاسم الأول

حليمة

الاسم الثاني

أبو ذؤيب عبد الله

وورد: أبو ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناضرة. [سيرة ابن إسحاق: ص48، وطبقات خليفة: 1/ 630، وتاريخ ابن أبي خيثمة - السفر الثاني: 2/ 815، والثقات لابن حبان: 1/ 38، والمعجم الكبير للطبراني: 24/ 212، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 1/ 265،والاستيعاب: 4/ 1812، وتهذيب الأسماء: 2/ 339، والبداية والنهاية: 3/ 408، والإصابة: (القسم الأول): 13/ 289].

عن ابن إسحاق؛ قال: حليمة بنت أبي ذؤيب، وأبو ذؤيب: عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناضرة بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر، وكان النبي عليه السلام يقول: أنا أعرفكم، أنا قرشي، واسترضعت في بني سعد بن بكر. [تاريخ ابن أبي خيثمة - السفر الثاني: 2/ 816، والاستيعاب: 4/ 1812، وتهذيب الأسماء واللغات: 2/ 339].

وقيل: عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر ابن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان ابن مضر. [طبقات ابن سعد: 1/ 90، وسيرة ابن هشام: 1/ 297، وتاريخ الطبري: 2/ 157، والبداية والنهاية: 3/ 408].

وورد في أنساب الأشراف للبلاذري: اسمه الحارث- بن عبد الله بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر. وقال محمد بن إسحاق والواقدي: اسمه عبد الله بن الحارث بن شجنة. الأول قول الكلبي، وهو أثبت. [أنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 93].

النَّسَب

حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن حيان بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر [1]

ونسبها ابن منده إلى جدها، فقال: حليمة بنت الحارث السعدية. [الإصابة: (القسم الأول)13/ 289]. وساق الحديث من طريق نوح بن أبي مريم، عن ابن إسحاق بسنده فقال فيه، عن عبد الله بن جعفر، عن حليمة بنت الحارث السعدية. [الإصابة: (القسم الأول)13/ 289].

أم رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته.[سيرة ابن اسحاق: ص49، وتاريخ ابن أبي خيثمة- السفر الثاني: 2/ 815، والمعجم الكبير للطبراني: 24/ 212، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم: 6/ 3252، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 1/ 265، والاستيعاب: 4/ 1813، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 50، والوافي بالوفيات: 13/ 83، وتوضيح المشتبه: 3/ 284، والإصابة: (القسم الأول)13/ 289، والأعلام للزركلي: 2/ 271].

اسم الشهرة 1

  1. حليمة السعدية

تاريخ الوفاة

وورد: وقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، وهو بالأبطح، أخت حليمة ومعها أخت زوجها، وأهدت إليه جرابا فيه أقط ونجى سمن. فسأل أخت حليمة عن حليمة. فأخبرته بموتها، فذرفت عيناه. وسألها عمن خلفت. وأخبرته بخلة وحاجة. فأمر لها بكسوة، وحمل ظعينة، وأعطاها مائتي درهم وافية. وانصرفت وهي تقول: نعم المكفول أنت صغيرا وكبيرا. [أنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 95، وإمتاع الأسماع للمقريزي: 2/ 5].

الكنى 1

  1. أم كبشة [3]

المهنة 1

  1. كانت مرضعة [7]

بيانات الأقارب

الزوجات 1

  1. الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن بكر بن هوازن بن فصية بن نصر بن سعد [8]

الأبناء 4

  1. عبد الله بن الحارث [9]
  2. حفص بن حليمة السعدية [10]
  3. أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي [11]
  4. حمزة بن عبد المطلب [12]

البنات 2

  1. أنيسة بنت الحارث [13]
  2. جدامة بنت الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن بكر بن هوازن بن فصية بن نصر بن سعد [14]

الأحفاد 2

  1. أحمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى أبو عبد الله المعروف بابن أبزون المقرئ الحمزي [15]
  2. محمد بن أحمد الحليمي [16]

بيانات تتعلق بإسلامه وأوصافه


المأثورات 1

قال ابن الطراح رأيت في كتاب الترقيص لأبي عبد الله محمد بن المعلى الأزدي أن من شعر حليمة مما كانت ترقص به النبي صلى الله عليه وسلم. (يا رب إذ أعطيته فابقه ... واعله إلى العلا وارقه) (وادحض أباطيل العدى بحقه ... ). [17]

الفضائل والمواقف


المكانة 4

مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم [18]

كانت زوجة الحارث بن عبد العزى السعدي من بادية الحديبية وكان المرضعات يقدمن إلى مكة من البادية لإرضاع الأطفال ويفضلن من يكون أبوه حيا لبره إلا أن محمدا كان يتيما. [أنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 93، سير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52، والبداية والنهاية: 3/ 409، ومورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة: 1/ 10، والأعلام للزركلي: 2/ 271].
وقال ابن كثير:
ذكرنا في باب رضاعه عليه السلام، ما كان من حمارة حليمة السعدية وكيف كانت تسبق الركب في رجوعها لما ركب معها عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رضيع، وقد كانت أدمت بالركب في مسيرهم إلى مكة. وكذلك ظهرت بركته عليهم في شارفهم- وهي الناقة التي كانوا يحلبونها- وشياههم وسمنهم وكثرة ألبانها، صلوات الله وسلامه عليه. [البداية والنهاية: 9/ 50].
قالوا: وكانت حليمة وزوجها خرجا في نسوة من بني سعد يطلبن الرضعاء، ومع حليمة ابنها عبد الله وهي ترضعه. وذلك في سنة شهباء، فلم تبق شيئا. قالت حليمة: فخرجت على أتان لي قمراء ومعنا شارف لنا ما تبض بقطرة. فصبينا لا ينام من البكاء، ولا يدعنا ننام معه. فما من امرأة إلا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا قيل إنه يتيم، قالت: وما عسى أن يكون من أمه وجده إلينا؟ إنما يكون الإحسان من الأب. ولم تعرض له. فلما أجمعن الانطلاق، قلت لصاحبي: والله إني لأكره الرجوع خائبة، ولآخذن هذا اليتيم الهاشمي. فقال: افعلي، فلعل الله يجعل لنا فيه البركة. فأخذته، ورجعت إلى أهلي. فلما وضعته في حجري، أقبل ثدياي يشخبان لبنا. فشرب حتى روي. وشرب أخوه حتى روي. ثم ناما، ونمنا. وقام زوجي إلى شارفنا، فيجدها حافلا. فحلبها، وشرب وشربت. فقال: تعلمي يا حليمة أن قد أخذت أعظم نسمة بركة. قالت: ثم ركبت الأتان حين رحلنا، فإذا هي تسبق الركاب. فقال لي صواحبي: إن لأتانك شأنا مذ اليوم. وقد منا، فرأينا البركة محللة لنا: كانت مواشي الناس ترجع هذلى خماصا، وتروح مواشينا سمانا بطانا. [أنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 93، والثقات: 1/ 38، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52، والبداية والنهاية: 3/ 408،  ومورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة: 1/ 10، والأعلام للزركلي: 2/ 271].
وورد عند ابن سعد في الطبقات: أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال: حدثني موسى بن شيبة، عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك، عن برة بنت أبي تجراة قالت: أول من أرضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثويبة بلبن ابن لها يقال له: مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي. [طبقات ابن سعد: 1/ 108- ذكر من أرضع رسول الله، ودلائل النبوة لأبي نعيم: ص157].

وورد أيضا عند ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة قال: كان حمزة بن عبد المطلب رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضعتهما امرأة من العرب كان حمزة مسترضعا له عند قوم من بني سعد بن بكر وكانت أم حمزة قد أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند أمه حليمة. [طبقات ابن سعد: 1/ 108- ذكر من أرضع رسول الله].

ولما وقفت حليمة السعدية على عبد المطلب تسأله رضاع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: من أنت؟؟؟ قالت: امرأة من بني سعد، قال: فما اسمك قالت حليمة، فقال: بخ بخ! سعد وحلم هاتان خلتان فيهما غناء الدهر. [تحفة المودود: 1/ 124].

وورد: عن محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، أخبرنا زكريا بن يحيى بن يزيد السعدي، عن أبيه قال: قدم مكة عشر نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن الرضاع فأصبن الرضاع كلهن إلا حليمة بنت عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر وكان معها زوجها الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن، ويكنى أبا ذؤيب وولدها منه: عبد الله بن الحارث وكانت ترضعه وأنيسة بنت الحارث وجدامة بنت الحارث وهي الشيماء وكانت هي التي تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمها وتوركه فعرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت تقول: يتيم ولا مال له وما عست أمه أن تفعل، فخرج النسوة وخلفنها، فقالت حليمة لزوجها: ما ترى؟ قد خرج صواحبي وليس بمكة غلام يسترضع إلا هذا الغلام اليتيم، فلو أنا أخذناه فإني أكره أن نرجع إلى بلادنا ولم نأخذ شيئا، فقال لها زوجها: خذيه عسى الله أن يجعل لنا فيه خيرا، فجاءت إلى أمه فأخذته منها فوضعته في حجرها فأقبل عليه ثدياها حتى يقطرا لبنا، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى روي وشرب أخوه ولقد كان أخوه لا ينام من الغرث، وقالت أمه: يا ظئر سلي عن ابنك فإنه سيكون له شأن وأخبرتها ما رأت وما قيل لها فيه حين ولدته، وقالت: قيل لي ثلاث ليال: استرضعي ابنك في بني سعد بن بكر ثم في آل أبي ذؤيب، قالت حليمة: فإن أبا هذا الغلام الذي في حجري أبو ذؤيب وهو زوجي، فطابت نفس حليمة، وسرت بكل ما سمعت، ثم خرجت به إلى منزلها فحدجوا أتانهم فركبتها حليمة وحملت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديها وركب الحارث شارفهم فطلعا على صواحبها بوادي السرر، وهن مرتعات وهما يتواهقان فقلن: يا حليمة ما صنعت؟ فقالت: أخذت والله خير مولود رأيته قط، وأعظمهم بركة، قال النسوة: أهو ابن عبد المطلب؟ قالت: نعم قالت: فما رحلنا من منزلنا ذلك حتى رأيت الحسد من بعض نسائنا، قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: وذكر بعض الناس أن حليمة لما خرجت برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلادها، قالت آمنة بنت وهب:
أعيذه بالله ذي الجلال ... من شر ما مر على الجبال

حتى أراه حامل الحلال ... ويفعل العرف إلى الموالي

وغيرهم من حشوة الرجال.

[سيرة ابن إسحاق ص49، وطبقات ابن سعد: 1/ 110- ذكر من أرضع رسول الله، ودلائل النبوة لأبي نعيم ص157].

أرضعته حليمة السعدية سنتين وشهرين ورأت العجائب في مدة رضاعه. [وسيلة الإسلام بالنبي عليه الصلاة والسلام: ص48].

قال: أخبرنا محمد بن عمر، عن أصحابه قال: مكث عندهم سنتين حتى فطم، وكأنه ابن أربع سنين، فقدموا به على أمه زائرين لها وأخبرتها حليمة خبره وما رأوا من بركته، فقالت آمنة: ارجعي بابني فإني أخاف عليه وباء مكة، فوالله ليكونن له شأن، فرجعت به، ولما بلغ أربع سنين كان يغدو مع أخيه وأخته في البهم قريبا من الحي، فأتاه الملكان هناك فشقا بطنه واستخرجا علقة سوداء فطرحاها، وغسلا بطنه بماء الثلج في طست من ذهب، ثم وزن بألف من أمته فوزنهم، فقال أحدهما للآخر: دعه فلو وزن بأمته كلها لوزنهم، وجاء أخوه يصيح بأمه أدركي أخي القرشي، فخرجت أمه تعدو ومعها أبوه، فيجدان رسول الله صلى الله عليه وسلم منتقع اللون فنزلت به إلى آمنة بنت وهب وأخبرتها خبره، وقالت: إنا لا نرده إلا على جدع آنفنا، ثم رجعت به أيضا فكان عندها سنة أو نحوها لا تدعه يذهب مكانا بعيدا، ثم رأت غمامة تظله إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت، فأفزعها ذلك أيضا من أمره، فقدمت به إلى أمه لترده وهو ابن خمس سنين فأضلها في الناس، فالتمسته فلم تجده، فأتت عبد المطلب فأخبرته، فالتمسه عبد المطلب فلم يجده، فقام عند الكعبة فقال:

لاهم أد راكبي محمدا ... أده إلي واصطنع عندي يدا

أنت الذي جعلته لي عضدا ... لا يبعد الدهر به فيبعدا

أنت الذي سميته محمدا

[طبقات ابن سعد: 1/ 111- ذكر من أرضع رسول الله، ومعجم أعلام شعراء المدح النبوي: ص246].

وورد: قال ابن سعد: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي، أخبرنا همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله أن أم النبي صلى الله عليه وسلم لما دفعته إلى السعدية التي أرضعته قالت لها: احفظي ابني وأخبرتها بما رأت، فمر بها اليهود، فقالت: ألا تحدثوني عن ابني هذا فإني حملته كذا، ووضعته كذا، ورأيت كذا كما وصفت أمه؟ قال: فقال بعضهم لبعض: اقتلوه، فقالوا: أيتيم هو؟ فقالت: لا، هذا أبوه، وأنا أمه، فقالوا: لو كان يتيما لقتلناه، قال: فذهبت به حليمة وقالت: كدت أخرب أمانتي، قال إسحاق: وكان له أخ رضيع، قال: فجعل يقول له: أترى أنه يكون بعث؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما والذي نفسي بيده لآخذن بيدك يوم القيامة ولأعرفنك؟ قال: فلما آمن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم جعل يجلس فيبكي ويقول: إنما أرجو أن يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي يوم القيامة فأنجو. [طبقات ابن سعد: 1/ 113- ذكر من أرضع رسول الله].

قال أبو عمر: أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، هي التي أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكملت رضاعه، ورأت له برهانا وعلما جليلا، تركنا ذكره لشهرته. [الاستيعاب: 4/ 1813، والوافي بالوفيات: 13/ 83، وتوضيح المشتبه: 3/ 284، والإصابة: (القسم الأول)13/ 289، والأعلام للزركلي: 2/ 271، وعون المعبود وحاشية ابن القيم: 14/ 37، وصور من حياة الصحابيات: ص7].

وقد ورد أنه قد أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وأخذته معها إلى أرضها، فأقام معها في بني سعد نحو أربع سنين، ثم ردته إلى أمه. [تهذيب الكمال: 1/ 185، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52، ومورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة: 1/ 10].

قال يحيى بن أبي زائدة: قال محمد بن إسحاق عن جهم بن أبي جهم، عن عبد الله جعفر، عن حليمة بنت الحارث أم رسول الله صلى الله عليه وسلم السعدية، قالت: خرجت في نسوة نلتمس الرضعاء بمكة على أتان لي قمراء قد أذمت بالركب، وخرجنا في سنة شهباء لم تبق شيئا، ومعنا شارف لنا، والله إن تبض علينا بقطرة، ومع صبي لي لن ننام ليلنا مع بكائه، فلما قدمنا مكة لم يبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه، وإنما كنا نرجو كرامة رضاعه من أبيه، وكان يتيما، فلم يبق من صواحبي امرأة إلا أخذت صبيا، غيري. فقلت لزوجي: لأرجعن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه، فأتيته فأخذته، فقال زوجي: عسى الله أن يجعل فيه خيرا. قالت: فوالله ما هو إلا أن جعلته في حجري فأقبل عليه ثديي بما شاء من اللبن، فشرب وشرب أخوه حتى رويا، وقام زوجي إلى شارفنا من الليل، فإذا بها حافل، فحلب وشربنا حتى روينا، فبتنا شباعا رواء، وقد نام صبياننا، قال أبوه: والله يا حليمة ما أراك إلا قد أصبت نسمة مباركة، ثم خرجنا، فوالله لخرجت أتاني أمام الركب قد قطعتهن حتى ما يتعلق بها أحد، فقدمنا منازلنا من حاضر بني سعد بن بكر، فقدمنا على أجدب أرض الله، فوالذي نفسي بيده إن كانوا ليسرحون أغنامهم ويسرح راعي غنمي، فتروح غنمي بطانا لبنا حفلا، وتروح أغنامهم جياعا، فيقول لرعاتهم: ويلكم ألا تسرحون حيث يسرح راعي حليمة؟ فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه راعينا، فتروح أغنامهم جياعا ما بها من لبن، وتروح غنمي لبنا حفلا. [المعجم الكبير للطبراني: 24/ 212، والكامل لابن الأثير: 1/ 419، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52].

مما ورد في مولده وإرضاعه من الشعر:

ذكر مولده وإرضاعه صلى الله عليه وسلم:

وولد النبي عام الفيل ... أي في ربيع الأول الفضيل
ليوم الاثنين مباركا أتى ... لليلتين من ربيع خلتا
وقيل: بل ذاك لثنتي عشره ... وقيل: بعد الفيل ذا بفتره
بأربعين أو ثلاثين سنه ... ورد ذا الخلف وبعض وهنه
وقد رأت إذ وضعته نورا ... خرج منها، رأت القصورا
قصور بصرى قد أضاءت، ووضع ... بصره إلى السماء مرتفع
مات أبوه وله عامان ... وثلث، وقيل بالنقصان
عن قدر ذا؛ بل صح كان حملا ... وأرضعته حين كان طفلا
مع عمه حمزة ليث القوم ... ومع أبي سلمة المخزومي
ثويبة، وهي إلى أبي لهب ... أعتقها، وإنه حين انقلب
هلكا، رئي نوما بشر حيبه ... لكن سقي بعتقه ثويبه
وبعدها حليمة السعديه ... فظفرت بالدرة السنيه
نالت به خيرا وأي خير ... من سعة ورغد ومير
أقام في سعد بن بكر عندها ... أربعة الأعوام تجني سعدها
وحين شق صدره جبريل ... خافت عليه حدثا يؤول
ردته سالما إلى آمنة ... وخرجت به إلى المدينة
تزور أخوالا له، فمرضت ... راجعة، وقبضت، فدفنت
هناك بالأبواء، وهو عمره ... ست سنين مع شيء يقدره
ضابطه بمئة أياما ... وقيل: بل أربعة أعواما
وحين ماتت حملته بركه ... لجده بمكة المباركه
كفله إلى تمام عمره ... ثمانيا، ثم مضى لقبره.
[ألفية السيرة النبوية للعراقي: ص35].

قال ابن كثير: وذكر الأموي من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، وهو ضعيف، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قصة مولده عليه الصلاة والسلام ورضاعه من حليمة على غير سياق محمد بن إسحاق. وذكر أن عبد المطلب أمر ابنه عبد الله أن يأخذه فيطوف به في أحياء العرب ليتخذ له مرضعة، فطاف حتى استأجر حليمة على رضاعه، وذكر أنه أقام عندها ست سنين تزيره جده في كل عام، فلما كان من شق صدره عندهم ما كان ردته إليهم، فأقام عند أمه حتى كان عمره ثماني سنين ماتت، فكفله جده عبد المطلب فمات وله عليه الصلاة والسلام عشر سنين، فكفله عماه شقيقا أبيه الزبير وأبو طالب، فلما كان له بضع عشرة سنة خرج مع عمه الزبير إلى اليمن. فذكر أنهم رأوا منه آيات في تلك السفرة، منها أن فحلا من الإبل كان قد قطع بعض الطريق في واد ممرهم عليه، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم برك حتى حك بكلكله الأرض، فركبه عليه الصلاة والسلام، ومنها أنه خاض بهم سيلا عرما فأيبسه الله تعالى حتى جاوزوه، ثم مات عمه الزبير وله أربع عشرة سنة فانفرد به أبو طالب. [البداية والنهاية: 3/ 418].

وورد: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم فطم لسنتين. وردته حليمة إلى أمه وجده، وهو ابن خمس سنين. فكان مع أمه إلى أن بلغ ست سنين. وذلك الثبت. ويقال إنه كان معها إلى أن أتت له ثماني سنين. [أنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 94، والكامل لابن الأثير: 1/ 419].

اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بها وصحابته [19]

قال ابن سعد: أخبرنا إبراهيم بن شماس السمرقندي قال: أخبرنا الفضل بن موسى السيناني، عن عيسى بن فرقد، عن عمر بن سعد قال: جاءت ظئر النبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وأدخل يده في ثيابها ووضعها على صدرها، قال: وقضى حاجتها، قال: فجاءت إلى أبي بكر فبسط لها رداءه، وقال لها: دعيني أضع يدي خارجا من الثياب، قال: ففعل وقضى لها حاجتها، ثم جاءت إلى عمر ففعل مثل ذلك. [طبقات ابن سعد: 1/ 114- ذكر من أرضع رسول الله، والشفا للقاضي عياض: 2/ 115].

روى زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، قال: جاءت حليمة ابنة عبد الله أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فقام إليها وبسط لها رداءه، فجلست عليه. [الاستيعاب: 4/ 1813، والوافي بالوفيات: 13/ 83، والإصابة: (القسم الأول)13/ 289، وعون المعبود وحاشية ابن القيم: 14/ 37، ووسيلة الإسلام بالنبي عليه الصلاة والسلام: ص48].
عن ابن المثنى، حدثنا أبو عاصم، قال: حدثني جعفر بن يحيى بن عمارة بن ثوبان، أخبرنا عمارة بن ثوبان، أن أبا الطفيل، أخبره، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لحما بالجعرانة، قال أبو الطفيل: وأنا يومئذ غلام أحمل عظم الجزور، إذ أقبلت امرأة حتى دنت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبسط لها رداءه، فجلست عليه، فقلت: من هي؟ فقالوا: هذه أمه التي أرضعته. [أخرجه أبو داود: 5144، وانظر: طبقات ابن سعد: 1/ 114- ذكر من أرضع رسول الله، والاستيعاب: 4/ 1813، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52، ومجمع الزوائد للهيثمي: 9/ 259، والإصابة: (القسم الأول)13/ 289، والأعلام للزركلي: 2/ 271].

روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها عبد الله بن جعفر قال الصفدي: كذا ذكره ابن عبد البر وغيره والظاهر أن التي أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي الشيماء بنت حليمة السعدية لما أغارت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم على هوازن وسبوها. [الوافي بالوفيات: 13/ 83].
قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا أسامة بن زيد الليثي، عن شيخ من بني سعد قال: " قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد تزوج خديجة فتشكت جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة وبعيرا موقعا للظعينة وانصرفت إلى أهلها. [طبقات ابن سعد: 1/ 113- ذكر من أرضع رسول الله].

لما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم هوزان في حنين، فلما أسلموا قالوا إن ما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك، فامنن علينا من الله عليك، فأطلق النبي صلى الله عليه وسلم لهم الذرية وكانت ستة آلاف ما بين صبي وامرأة، وأعطاهم أنعاما وأناسي كثيرا . [20]

قال محمد بن إسحاق في وقعة هوازن: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده:
قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنين، فلما أصاب من أموالهم وسباياهم أدركه وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا، فقالوا يا رسول الله إنا أهل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك، فامنن علينا من الله عليك. وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال: يا رسول الله إن ما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك، فلو أنا ملحنا ابن أبي شمر، أو النعمان بن المنذر ثم أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك رجونا عائدتهما وعطفهما، وأنت خير المكفولين. ثم أنشد:

امنن علينا رسول الله في كرم * فإنك المرء نرجوه وندخر
امنن على بيضة قد عاقها قدر * ممزق شملها في دهرها غير
أبقت لنا الدهر هتافا على حزن * على قلوبهم الغماء والغمر
إن لم تداركها نعماء تنشرها * يا أرجح الناس حلما حين يختبر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها * إذ فوك يملؤه من محضها درر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها * وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته * واستبق منا فإنا معشر زهر
إنا لنشكر للنعمى وإن كفرت * وعندنا بعد هذا اليوم مدخر

وقد رويت هذه القصة من طريق عبيد الله بن رماحس الكلبي الرملي عن زياد بن طارق الجشمي عن أبي صرد زهير بن جرول - وكان رئيس قومه - قال: لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وزاد:

فألبس العفو من قد كنت ترضعه

من أمهاتك إن العفو مشتهر ... إنا نؤمل عفوا منك تلبسه

هذي البرية إذ تعفو وتنتصر ... فاغفر عفا الله عما أنت راهبه

يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لله ولكم» . فقالت الأنصار: وما كان لنا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. وسيأتي أنه عليه الصلاة والسلام أطلق لهم الذرية، وكانت ستة آلاف ما بين صبي وامرأة، وأعطاهم أنعاما وأناسي كثيرا حتى قال أبو الحسين بن فارس: فكان قيمة ما أطلق لهم يومئذ خمسمائة ألف ألف درهم. فهذا كله من بركته العاجلة في الدنيا فكيف ببركته على من اتبعه في الدار الآخرة.

 [البداية والنهاية: 3/ 421،422].

جاءت إلى أبي بكر فبسط لها رداءه، وقضى حاجتها [21]

قال ابن سعد: أخبرنا إبراهيم بن شماس السمرقندي قال: أخبرنا الفضل بن موسى السيناني، عن عيسى بن فرقد، عن عمر بن سعد قال: جاءت ظئر النبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وأدخل يده في ثيابها ووضعها على صدرها، قال: وقضى حاجتها، قال: فجاءت إلى أبي بكر فبسط لها رداءه، وقال لها: دعيني أضع يدي خارجا من الثياب، قال: ففعل وقضى لها حاجتها، ثم جاءت إلى عمر ففعل مثل ذلك. [طبقات ابن سعد: 1/ 114- ذكر من أرضع رسول الله، والشفا للقاضي عياض: 2/ 115].

مواقف مع النبي صلى الله عليه وسلم 6

بسط لها رداءه وأدخل يده في ثيابها ووضعها على صدرها [22]

قال ابن سعد: أخبرنا إبراهيم بن شماس السمرقندي قال: أخبرنا الفضل بن موسى السيناني، عن عيسى بن فرقد، عن عمر بن سعد قال: جاءت ظئر النبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وأدخل يده في ثيابها ووضعها على صدرها، قال: وقضى حاجتها، قال: فجاءت إلى أبي بكر فبسط لها رداءه، وقال لها: دعيني أضع يدي خارجا من الثياب، قال: ففعل وقضى لها حاجتها، ثم جاءت إلى عمر ففعل مثل ذلك. [طبقات ابن سعد: 1/ 114- ذكر من أرضع رسول الله، والشفا للقاضي عياض: 2/ 115].

روى زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، قال: جاءت حليمة ابنة عبد الله أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فقام إليها وبسط لها رداءه، فجلست عليه. [الاستيعاب: 4/ 1813، والوافي بالوفيات: 13/ 83، والإصابة: (القسم الأول)13/ 289، وعون المعبود وحاشية ابن القيم: 14/ 37، ووسيلة الإسلام بالنبي عليه الصلاة والسلام: ص48].
عن ابن المثنى، حدثنا أبو عاصم، قال: حدثني جعفر بن يحيى بن عمارة بن ثوبان، أخبرنا عمارة بن ثوبان، أن أبا الطفيل، أخبره، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لحما بالجعرانة، قال أبو الطفيل: وأنا يومئذ غلام أحمل عظم الجزور، إذ أقبلت امرأة حتى دنت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبسط لها رداءه، فجلست عليه، فقلت: من هي؟ فقالوا: هذه أمه التي أرضعته. [أخرجه أبو داود: 5144، وانظر: طبقات ابن سعد: 1/ 114- ذكر من أرضع رسول الله، والاستيعاب: 4/ 1813، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52، ومجمع الزوائد للهيثمي: 9/ 259، والإصابة: (القسم الأول)13/ 289، والأعلام للزركلي: 2/ 271].

روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها عبد الله بن جعفر قال الصفدي: كذا ذكره ابن عبد البر وغيره والظاهر أن التي أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي الشيماء بنت حليمة السعدية لما أغارت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم على هوازن وسبوها. [الوافي بالوفيات: 13/ 83].

لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة، قدمت حليمة وشكت جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة وبعيرا موقعا للظعينة وانصرفت إلى أهلها. [23]

قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا أسامة بن زيد الليثي، عن شيخ من بني سعد قال: " قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد تزوج خديجة فتشكت جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة وبعيرا موقعا للظعينة وانصرفت إلى أهلها. [طبقات ابن سعد: 1/ 113- ذكر من أرضع رسول الله].

احتضنت النبي صلى الله عليه وسلم وأرضعته

كانت زوجة الحارث بن عبد العزى السعدي من بادية الحديبية وكان المرضعات يقدمن إلى مكة من البادية لإرضاع الأطفال ويفضلن من يكون أبوه حيا لبره إلا أن محمدا كان يتيما. [أنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 93، سير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52، والبداية والنهاية: 3/ 409، ومورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة: 1/ 10، والأعلام للزركلي: 2/ 271].
وقال ابن كثير:
ذكرنا في باب رضاعه عليه السلام، ما كان من حمارة حليمة السعدية وكيف كانت تسبق الركب في رجوعها لما ركب معها عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رضيع، وقد كانت أدمت بالركب في مسيرهم إلى مكة. وكذلك ظهرت بركته عليهم في شارفهم- وهي الناقة التي كانوا يحلبونها- وشياههم وسمنهم وكثرة ألبانها، صلوات الله وسلامه عليه. [البداية والنهاية: 9/ 50].
قالوا: وكانت حليمة وزوجها خرجا في نسوة من بني سعد يطلبن الرضعاء، ومع حليمة ابنها عبد الله وهي ترضعه. وذلك في سنة شهباء، فلم تبق شيئا. قالت حليمة: فخرجت على أتان لي قمراء ومعنا شارف لنا ما تبض بقطرة. فصبينا لا ينام من البكاء، ولا يدعنا ننام معه. فما من امرأة إلا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا قيل إنه يتيم، قالت: وما عسى أن يكون من أمه وجده إلينا؟ إنما يكون الإحسان من الأب. ولم تعرض له. فلما أجمعن الانطلاق، قلت لصاحبي: والله إني لأكره الرجوع خائبة، ولآخذن هذا اليتيم الهاشمي. فقال: افعلي، فلعل الله يجعل لنا فيه البركة. فأخذته، ورجعت إلى أهلي. فلما وضعته في حجري، أقبل ثدياي يشخبان لبنا. فشرب حتى روي. وشرب أخوه حتى روي. ثم ناما، ونمنا. وقام زوجي إلى شارفنا، فيجدها حافلا. فحلبها، وشرب وشربت. فقال: تعلمي يا حليمة أن قد أخذت أعظم نسمة بركة. قالت: ثم ركبت الأتان حين رحلنا، فإذا هي تسبق الركاب. فقال لي صواحبي: إن لأتانك شأنا مذ اليوم. وقد منا، فرأينا البركة محللة لنا: كانت مواشي الناس ترجع هذلى خماصا، وتروح مواشينا سمانا بطانا. [أنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 93، والثقات: 1/ 38، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52، والبداية والنهاية: 3/ 408،  ومورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة: 1/ 10، والأعلام للزركلي: 2/ 271].
وورد عند ابن سعد في الطبقات: أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال: حدثني موسى بن شيبة، عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك، عن برة بنت أبي تجراة قالت: أول من أرضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثويبة بلبن ابن لها يقال له: مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي. [طبقات ابن سعد: 1/ 108- ذكر من أرضع رسول الله، ودلائل النبوة لأبي نعيم: ص157].

وورد أيضا عند ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة قال: كان حمزة بن عبد المطلب رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضعتهما امرأة من العرب كان حمزة مسترضعا له عند قوم من بني سعد بن بكر وكانت أم حمزة قد أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند أمه حليمة. [طبقات ابن سعد: 1/ 108- ذكر من أرضع رسول الله].

ولما وقفت حليمة السعدية على عبد المطلب تسأله رضاع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: من أنت؟؟؟ قالت: امرأة من بني سعد، قال: فما اسمك قالت حليمة، فقال: بخ بخ! سعد وحلم هاتان خلتان فيهما غناء الدهر. [تحفة المودود: 1/ 124].

وورد: عن محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، أخبرنا زكريا بن يحيى بن يزيد السعدي، عن أبيه قال: قدم مكة عشر نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن الرضاع فأصبن الرضاع كلهن إلا حليمة بنت عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر وكان معها زوجها الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن، ويكنى أبا ذؤيب وولدها منه: عبد الله بن الحارث وكانت ترضعه وأنيسة بنت الحارث وجدامة بنت الحارث وهي الشيماء وكانت هي التي تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمها وتوركه فعرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت تقول: يتيم ولا مال له وما عست أمه أن تفعل، فخرج النسوة وخلفنها، فقالت حليمة لزوجها: ما ترى؟ قد خرج صواحبي وليس بمكة غلام يسترضع إلا هذا الغلام اليتيم، فلو أنا أخذناه فإني أكره أن نرجع إلى بلادنا ولم نأخذ شيئا، فقال لها زوجها: خذيه عسى الله أن يجعل لنا فيه خيرا، فجاءت إلى أمه فأخذته منها فوضعته في حجرها فأقبل عليه ثدياها حتى يقطرا لبنا، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى روي وشرب أخوه ولقد كان أخوه لا ينام من الغرث، وقالت أمه: يا ظئر سلي عن ابنك فإنه سيكون له شأن وأخبرتها ما رأت وما قيل لها فيه حين ولدته، وقالت: قيل لي ثلاث ليال: استرضعي ابنك في بني سعد بن بكر ثم في آل أبي ذؤيب، قالت حليمة: فإن أبا هذا الغلام الذي في حجري أبو ذؤيب وهو زوجي، فطابت نفس حليمة، وسرت بكل ما سمعت، ثم خرجت به إلى منزلها فحدجوا أتانهم فركبتها حليمة وحملت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديها وركب الحارث شارفهم فطلعا على صواحبها بوادي السرر، وهن مرتعات وهما يتواهقان فقلن: يا حليمة ما صنعت؟ فقالت: أخذت والله خير مولود رأيته قط، وأعظمهم بركة، قال النسوة: أهو ابن عبد المطلب؟ قالت: نعم قالت: فما رحلنا من منزلنا ذلك حتى رأيت الحسد من بعض نسائنا، قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: وذكر بعض الناس أن حليمة لما خرجت برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلادها، قالت آمنة بنت وهب:
أعيذه بالله ذي الجلال ... من شر ما مر على الجبال

حتى أراه حامل الحلال ... ويفعل العرف إلى الموالي

وغيرهم من حشوة الرجال.

[سيرة ابن إسحاق ص49، وطبقات ابن سعد: 1/ 110- ذكر من أرضع رسول الله، ودلائل النبوة لأبي نعيم ص157].

أرضعته حليمة السعدية سنتين وشهرين ورأت العجائب في مدة رضاعه. [وسيلة الإسلام بالنبي عليه الصلاة والسلام: ص48].

قال: أخبرنا محمد بن عمر، عن أصحابه قال: مكث عندهم سنتين حتى فطم، وكأنه ابن أربع سنين، فقدموا به على أمه زائرين لها وأخبرتها حليمة خبره وما رأوا من بركته، فقالت آمنة: ارجعي بابني فإني أخاف عليه وباء مكة، فوالله ليكونن له شأن، فرجعت به، ولما بلغ أربع سنين كان يغدو مع أخيه وأخته في البهم قريبا من الحي، فأتاه الملكان هناك فشقا بطنه واستخرجا علقة سوداء فطرحاها، وغسلا بطنه بماء الثلج في طست من ذهب، ثم وزن بألف من أمته فوزنهم، فقال أحدهما للآخر: دعه فلو وزن بأمته كلها لوزنهم، وجاء أخوه يصيح بأمه أدركي أخي القرشي، فخرجت أمه تعدو ومعها أبوه، فيجدان رسول الله صلى الله عليه وسلم منتقع اللون فنزلت به إلى آمنة بنت وهب وأخبرتها خبره، وقالت: إنا لا نرده إلا على جدع آنفنا، ثم رجعت به أيضا فكان عندها سنة أو نحوها لا تدعه يذهب مكانا بعيدا، ثم رأت غمامة تظله إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت، فأفزعها ذلك أيضا من أمره، فقدمت به إلى أمه لترده وهو ابن خمس سنين فأضلها في الناس، فالتمسته فلم تجده، فأتت عبد المطلب فأخبرته، فالتمسه عبد المطلب فلم يجده، فقام عند الكعبة فقال:

لاهم أد راكبي محمدا ... أده إلي واصطنع عندي يدا

أنت الذي جعلته لي عضدا ... لا يبعد الدهر به فيبعدا

أنت الذي سميته محمدا

[طبقات ابن سعد: 1/ 111- ذكر من أرضع رسول الله، ومعجم أعلام شعراء المدح النبوي: ص246].

وورد: قال ابن سعد: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي، أخبرنا همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله أن أم النبي صلى الله عليه وسلم لما دفعته إلى السعدية التي أرضعته قالت لها: احفظي ابني وأخبرتها بما رأت، فمر بها اليهود، فقالت: ألا تحدثوني عن ابني هذا فإني حملته كذا، ووضعته كذا، ورأيت كذا كما وصفت أمه؟ قال: فقال بعضهم لبعض: اقتلوه، فقالوا: أيتيم هو؟ فقالت: لا، هذا أبوه، وأنا أمه، فقالوا: لو كان يتيما لقتلناه، قال: فذهبت به حليمة وقالت: كدت أخرب أمانتي، قال إسحاق: وكان له أخ رضيع، قال: فجعل يقول له: أترى أنه يكون بعث؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما والذي نفسي بيده لآخذن بيدك يوم القيامة ولأعرفنك؟ قال: فلما آمن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم جعل يجلس فيبكي ويقول: إنما أرجو أن يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي يوم القيامة فأنجو. [طبقات ابن سعد: 1/ 113- ذكر من أرضع رسول الله].

قال أبو عمر: أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، هي التي أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكملت رضاعه، ورأت له برهانا وعلما جليلا، تركنا ذكره لشهرته. [الاستيعاب: 4/ 1813، والوافي بالوفيات: 13/ 83، وتوضيح المشتبه: 3/ 284، والإصابة: (القسم الأول)13/ 289، والأعلام للزركلي: 2/ 271، وعون المعبود وحاشية ابن القيم: 14/ 37، وصور من حياة الصحابيات: ص7].

وقد ورد أنه قد أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وأخذته معها إلى أرضها، فأقام معها في بني سعد نحو أربع سنين، ثم ردته إلى أمه. [تهذيب الكمال: 1/ 185، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52، ومورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة: 1/ 10].

قال يحيى بن أبي زائدة: قال محمد بن إسحاق عن جهم بن أبي جهم، عن عبد الله جعفر، عن حليمة بنت الحارث أم رسول الله صلى الله عليه وسلم السعدية، قالت: خرجت في نسوة نلتمس الرضعاء بمكة على أتان لي قمراء قد أذمت بالركب، وخرجنا في سنة شهباء لم تبق شيئا، ومعنا شارف لنا، والله إن تبض علينا بقطرة، ومع صبي لي لن ننام ليلنا مع بكائه، فلما قدمنا مكة لم يبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه، وإنما كنا نرجو كرامة رضاعه من أبيه، وكان يتيما، فلم يبق من صواحبي امرأة إلا أخذت صبيا، غيري. فقلت لزوجي: لأرجعن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه، فأتيته فأخذته، فقال زوجي: عسى الله أن يجعل فيه خيرا. قالت: فوالله ما هو إلا أن جعلته في حجري فأقبل عليه ثديي بما شاء من اللبن، فشرب وشرب أخوه حتى رويا، وقام زوجي إلى شارفنا من الليل، فإذا بها حافل، فحلب وشربنا حتى روينا، فبتنا شباعا رواء، وقد نام صبياننا، قال أبوه: والله يا حليمة ما أراك إلا قد أصبت نسمة مباركة، ثم خرجنا، فوالله لخرجت أتاني أمام الركب قد قطعتهن حتى ما يتعلق بها أحد، فقدمنا منازلنا من حاضر بني سعد بن بكر، فقدمنا على أجدب أرض الله، فوالذي نفسي بيده إن كانوا ليسرحون أغنامهم ويسرح راعي غنمي، فتروح غنمي بطانا لبنا حفلا، وتروح أغنامهم جياعا، فيقول لرعاتهم: ويلكم ألا تسرحون حيث يسرح راعي حليمة؟ فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه راعينا، فتروح أغنامهم جياعا ما بها من لبن، وتروح غنمي لبنا حفلا. [المعجم الكبير للطبراني: 24/ 212، والكامل لابن الأثير: 1/ 419، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52].

مما ورد في مولده وإرضاعه من الشعر:

ذكر مولده وإرضاعه صلى الله عليه وسلم:

وولد النبي عام الفيل ... أي في ربيع الأول الفضيل
ليوم الاثنين مباركا أتى ... لليلتين من ربيع خلتا
وقيل: بل ذاك لثنتي عشره ... وقيل: بعد الفيل ذا بفتره
بأربعين أو ثلاثين سنه ... ورد ذا الخلف وبعض وهنه
وقد رأت إذ وضعته نورا ... خرج منها، رأت القصورا
قصور بصرى قد أضاءت، ووضع ... بصره إلى السماء مرتفع
مات أبوه وله عامان ... وثلث، وقيل بالنقصان
عن قدر ذا؛ بل صح كان حملا ... وأرضعته حين كان طفلا
مع عمه حمزة ليث القوم ... ومع أبي سلمة المخزومي
ثويبة، وهي إلى أبي لهب ... أعتقها، وإنه حين انقلب
هلكا، رئي نوما بشر حيبه ... لكن سقي بعتقه ثويبه
وبعدها حليمة السعديه ... فظفرت بالدرة السنيه
نالت به خيرا وأي خير ... من سعة ورغد ومير
أقام في سعد بن بكر عندها ... أربعة الأعوام تجني سعدها
وحين شق صدره جبريل ... خافت عليه حدثا يؤول
ردته سالما إلى آمنة ... وخرجت به إلى المدينة
تزور أخوالا له، فمرضت ... راجعة، وقبضت، فدفنت
هناك بالأبواء، وهو عمره ... ست سنين مع شيء يقدره
ضابطه بمئة أياما ... وقيل: بل أربعة أعواما
وحين ماتت حملته بركه ... لجده بمكة المباركه
كفله إلى تمام عمره ... ثمانيا، ثم مضى لقبره.
[ألفية السيرة النبوية للعراقي: ص35].

قال ابن كثير: وذكر الأموي من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، وهو ضعيف، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قصة مولده عليه الصلاة والسلام ورضاعه من حليمة على غير سياق محمد بن إسحاق. وذكر أن عبد المطلب أمر ابنه عبد الله أن يأخذه فيطوف به في أحياء العرب ليتخذ له مرضعة، فطاف حتى استأجر حليمة على رضاعه، وذكر أنه أقام عندها ست سنين تزيره جده في كل عام، فلما كان من شق صدره عندهم ما كان ردته إليهم، فأقام عند أمه حتى كان عمره ثماني سنين ماتت، فكفله جده عبد المطلب فمات وله عليه الصلاة والسلام عشر سنين، فكفله عماه شقيقا أبيه الزبير وأبو طالب، فلما كان له بضع عشرة سنة خرج مع عمه الزبير إلى اليمن. فذكر أنهم رأوا منه آيات في تلك السفرة، منها أن فحلا من الإبل كان قد قطع بعض الطريق في واد ممرهم عليه، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم برك حتى حك بكلكله الأرض، فركبه عليه الصلاة والسلام، ومنها أنه خاض بهم سيلا عرما فأيبسه الله تعالى حتى جاوزوه، ثم مات عمه الزبير وله أربع عشرة سنة فانفرد به أبو طالب. [البداية والنهاية: 3/ 418].

وورد: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم فطم لسنتين. وردته حليمة إلى أمه وجده، وهو ابن خمس سنين. فكان مع أمه إلى أن بلغ ست سنين. وذلك الثبت. ويقال إنه كان معها إلى أن أتت له ثماني سنين. [أنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 94، والكامل لابن الأثير: 1/ 419].

لما رجعت به من مكة كانت لاتدعه يذهب مكانا بعيدا من شدة خوفها عليه [24]

* لما بلغ (النبي صلى الله عليه وسلم) عامين من عمره جاءت به حليمة السعدية بعد فطامه إلى أمه تزيره إياها. [الموسوعة في صحيح السيرة النبوية- العهد المكي: ص140].

* لما بلغ (النبي صلى الله عليه وسلم) عمره أربعة أعوام جاءت به حليمة السعدية إلى أمه للمرة الثانية وترجتها بأن تعود به خوفا عليه من وباء مكة شرفها الله. [الموسوعة في صحيح السيرة النبوية- العهد المكي: ص140].

وكانت حليمة بعد رجوعها به من مكة لا تدعه أن يذهب مكانا بعيدا. فغفلت عنه يوما فى الظهيرة، فخرجت تطلبه حتى تجده مع أخته. فقالت: فى هذا الحر؟! فقالت أخته: يا أمه، ما وجد أخى حرا، رأيت غمامة تظل عليه إذا وقف وقفت وإذا سار سارت، حتى انتهى إلى هذا الموضع. تقول أمها: أحقا يا بنية؟ قالت: إى والله. قال: تقول حليمة: أعوذ بالله من شر ما يحذر على ابنى. فكان ابن عباس يقول: رجع إلى أمه وهو ابن خمسن سنين. وكان غيره يقول: رجع إليها وهو ابن أربع سنين. هذا كله عن الواقدى. [البداية والنهاية: 3/ 413، والاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله: 1/ 114].

* لما بلغ (النبي صلى الله عليه وسلم) خمسة أعوام من عمره وهو عند حليمة السعدية في بني سعد نزل جبريل عليه السلام وشق صدره فأرجعته حليمة إلى أمه خوفا عليه. [الموسوعة في صحيح السيرة النبوية- العهد المكي: ص140].

ردته إلى أهله لما خافت عليه من انشقاق صدره [25]

كان صلى الله عليه وسلم يشب في يومه شباب الصبي في الشهر، ويشب في الشهر شباب الصبى في سنة، قالت: فقدمنا على أمه فقلنا لها: ردي علينا ابني فإنا نخشى عليه وباء مكة قالت: ونحن أضن شيء به مما رأينا من بركته، قالت: ارجعا به، فمكث عندنا شهرين فبينا هو يلعب وأخوه خلف البيوت يرعيان بهما لنا، إذ جاء أخوه يشتد، فقال: أدركا أخي قد جاءه رجلان فشقا بطنه، فخرجنا نشتد، فأتيناه وهو قائم منتقع اللون، فاعتنقه أبوه وأنا، ثم قال: ما لك يا بني؟ قال: "أتاني رجلان فأضجعاني ثم شقا بطني فوالله ما أدري ما صنعا". فرجعنا به. قالت: يقول أبوه: يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب، فانطلقي فلنرده إلى أهله. فرجعنا به إليها، فقالت: ما ردكما به؟ فقلت: كفلناه وأدينا الحق، ثم تخوفنا عليه الأحداث.
فقالت: والله ما ذاك بكما، فأخبراني خبركما، فما زالت بنا حتى أخبرناها. قالت: فتخوفتما عليه؟ كلا والله إن لابني هذا شأنا إني حملت به فلم أحمل حملا قط كان أخف منه ولا أعظم بركة، ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى، ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان، وقع واضعا يديه بالأرض رافعا رأسه إلى السماء، دعاه، والحقا شأنكما. هذا حديث جيد الإسناد. [تاريخ ابن أبي خيثمة: 2/ 815، والكامل لابن الأثير: 1/ 419، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52].

عن شيبان بن فروخ، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه- يعني ظئره- فقالوا: إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون "، قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره. [أخرجه مسلم: 162/ 161، وانظر: سيرة ابن إسحاق: ص49، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52، ونضرة النعيم: 1/ 195].

وورد: وقال بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن عتبة بن عبد، فذكر نحوا من حديث أنس. وهو صحيح أيضا، وزاد فيه: فرحلت- يعني ظئره- بعيرا، فحملتني على الرحل، وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت: أديت أمانتي وذمتي، وحدثتها بالذي لقيت، فلم يعرها ذلك، وقالت: إني رأيت خرج مني نور أضاء منه قصور الشام. [مسند أحمد: 17648، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52].

ولما ردته إلى مكة نظر إليه عبد المطلب فامتلأ سرورا، وقال: جمال قريش، وفصاحة (سعد) وحلاوة يثرب! . [الأعلام للزركلي: 3/ 84- ترجمة سعد بن بكر].

* لما بلغ (النبي صلى الله عليه وسلم) خمسة أعوام من عمره وهو عند حليمة السعدية في بني سعد نزل جبريل عليه السلام وشق صدره فأرجعته حليمة إلى أمه خوفا عليه. [الموسوعة في صحيح السيرة النبوية- العهد المكي: ص140].

وورد: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم فطم لسنتين. وردته حليمة إلى أمه وجده، وهو ابن خمس سنين. فكان مع أمه إلى أن بلغ ست سنين. وذلك الثبت. ويقال إنه كان معها إلى أن أتت له ثماني سنين. [أنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 94، والكامل لابن الأثير: 1/ 419].

مواقف مع الصحابة رضي الله عنهم 1

فجاءت إلى أبي بكر فبسط لها رداءه، وقضى حاجتها [26]

قال ابن سعد: أخبرنا إبراهيم بن شماس السمرقندي قال: أخبرنا الفضل بن موسى السيناني، عن عيسى بن فرقد، عن عمر بن سعد قال: جاءت ظئر النبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وأدخل يده في ثيابها ووضعها على صدرها، قال: وقضى حاجتها، قال: فجاءت إلى أبي بكر فبسط لها رداءه، وقال لها: دعيني أضع يدي خارجا من الثياب، قال: ففعل وقضى لها حاجتها، ثم جاءت إلى عمر ففعل مثل ذلك. [طبقات ابن سعد: 1/ 114- ذكر من أرضع رسول الله، والشفا للقاضي عياض: 2/ 115].

البيانات الحديثية

الأحاديث التي رواها 1

  1. عن حليمة بنت الحارث السعدية أم النبي صلى الله عليه وسلم التي أرضعته؛ قالت: بينا النبي عليه السلام يلعب مع أخيه إذ جاء أخوه يشتد فقال لي ولأبيه: أدركا أخي القرشي، فقد جاءه رجلان فأضجعاه فشقا بطنه! فخرجت وخرج أبوه يشتد نحوه، فانتهينا إليه، قالت: فاعتنقته واعتنقه أبوه وقال: مالك يا بني؟ قال: أتاني رجلان، عليهما ثياب بيض، فأضجعاني فشقا بطني ... "، ثم ذكر الحديث. [34]

رَوَى عن [35]

النبي صلى الله عليه وسلم

رَوَى عنه [36]

عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

قال ابن حجر: حديثه عنها بقصة إرضاعها أخرجه أبو يعلى، وابن حبان، في "صحيحه" وصرح فيه بالتحديث بين عبد الله وحليمة ووقع في السيرة الكبرى لابن إسحاق بسنده إلى عبد الله بن جعفر، قال: حدثت، عن حليمة، والنسب الذي ساقه ذكره ابن إسحاق في أول السيرة النبوية، وفيه: ثم التمس له الرضعاء واسترضع له من حليمة فساق نسبها. [الإصابة: (القسم الأول)13/ 289، وعون المعبود وحاشية ابن القيم: 14/ 37].

المراجع



  • 1 . ^

     [سيرة ابن إسحاق: ص48، وطبقات خليفة: 1/ 630، وأنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 93، وتاريخ ابن أبي خيثمة- السفر الثاني: 2/ 815، والثقات لابن حبان: 1/ 38، والمعجم الكبير للطبراني: 24/ 212، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم: 6/ 3252، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 1/ 265، وتلقيح فهوم أهل الأثر: ص239- ترجمة خذامة بنت الحارث، والاستيعاب: 4/ 1812، والشفا بتعريف حقوق المصطفى: 2/ 115، وتهذيب الأسماء واللغات: 2/ 339، وتهذيب الكمال: 1/ 185، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 50، وزاد المعاد: 1/ 81، والوافي بالوفيات: 13/ 83، والبداية والنهاية: 3/ 408، وتوضيح المشتبه: 3/ 284، والإصابة: (القسم الأول)13/ 289، والأعلام للزركلي: 2/ 271].

  • 2 . ^

    [أنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 95، وإمتاع الأسماع للمقريزي: 2/ 5].

  • 3 . ^

    [تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 339].

  • 4 . ^

    [سيرة ابن اسحاق: ص48، والمعجم الكبير للطبراني: 24/ 212، وتهذيب الكمال: 1/ 185، وزاد المعاد: 1/ 81، والأعلام للزركلي: 2/ 271].

  • 5 . ^

    [الأعلام للزركلي: 2/ 271].

  • 6 . ^

    [الأعلام للزركلي: 2/ 271].

  • 7 . ^

    [سيرة ابن اسحاق: ص49، وطبقات ابن سعد: 1/ 110- ذكر من أرضع رسول الله، والاستيعاب: 4/ 1813، والوافي بالوفيات: 13/ 83، وتوضيح المشتبه: 3/ 284، والإصابة:(القسم الأول)13/ 289، والأعلام للزركلي: 2/ 271].

  • 8 . ^

    [سيرة ابن إسحاق: ص48، طبقات ابن سعد: 1/ 110- ذكر من أرضع رسول الله، وأنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 93، والثقات لابن حبان: 1/ 38، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم: 6/ 3252، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 1/ 265، وأسد الغابة: 6/ 167- ترجمة الشيماء بنت الحارث، وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: ص: 257، والبداية والنهاية: 3/ 408، والأعلام للزركلي: 2/ 156- ترجمة الحارث بن عبد العزى].

  • 9 . ^

    [سيرة ابن اسحاق: ص48، وأنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 93، والثقات لابن حبان: 1/ 38، معرفة الصحابة لأبي نعيم: 6/ 3252، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 1/ 265، وأسد الغابة: 6/ 166- ترجمة الشيماء بنت الحارث، وتهذيب الأسماء واللغات: 2/ 339، وزاد المعاد في هدي خير العباد: 1/ 81، والبداية والنهاية: 3/ 408].

  • 10 . ^

    [الإصابة: (القسم الأول)2/ 580- ترجمة حفص بن حليمة السعدية].

  • 11 . ^

    [ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: ص241، والإفصاح لابن هبيرة: 7/ 115-116، وتاريخ الإسلام ت تدمري: 3/ 218- ترجمة أبو سفيان، وزاد المعاد في هدي خير العباد: 1/ 81، والإصابة: (القسم الأول): 12/ 303- ترجمة أبو سفيان بن الحارث، ومعجم أعلام شعراء المدح النبوي: ص: 52].

  • 12 . ^

    [صحيح البخاري: 4251، ونضرة النعيم: 1/ 195 ].

  • 13 . ^

    [سيرة ابن اسحاق: ص48، وطبقات ابن سعد: 1/ 110- ذكر من أرضع رسول الله، وأنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 93، والثقات لابن حبان: 1/ 38، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم: 6/ 3252، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 1/ 265، وأسد الغابة: 6/ 166، وتهذيب الأسماء واللغات: 2/ 339، وزاد المعاد في هدي خير العباد: 1/ 81، والبداية والنهاية: 3/ 408].

  • 14 . ^

    [سيرة ابن إسحاق: ص48، طبقات ابن سعد: 1/ 110- ذكر من أرضع رسول الله، والمعارف: 1/ 132، وأنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 93- ترجمة حليمة، والثقات لابن حبان: 1/ 38- ترجمة حليمة، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم: 6/ 3252- ترجمة حليمة، 6/ 3288، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 1/ 265- بنو سعد بن بكر، وتلقيح فهوم أهل الأثر: ص239، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم: 2/ 259- ذكر الحوادث التي كانت في عام ولادته، وأسد الغابة: 6/ 167، وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: ص257- ترجمة حليمة، والبداية والنهاية: 3/ 408، والإصابة: (القسم الأول)13/ 233، والأعلام للزركلي: 2/ 156- ترجمة الحارث بن عبد العزى].

  • 15 . ^

    [تاريخ بغداد : 6/ 50]. وذكر أنه من ولد حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم. [تاريخ بغداد: 6/ 50].

     

  • 16 . ^

    [المؤتلف والمختلف لابن القيسراني: ص169، وتاريخ دمشق لابن عساكر: 30/ 158، والمغني في الضعفاء: 2/ 549، وميزان الاعتدال: 3/ 465، وتوضيح المشتبه: 3/ 287- ترجمة أبو عمر أحمد بن محمد الحليمي].

  • 17 . ^

    [الخصائص الكبرى: 1/ 100، والمواهب اللدنية: 1/ 92، وسبل الهدى: 1/ 391، وتاريخ الخميس: 1/ 224، وشرح الزرقاني على المواهب اللدنية: 1/ 274].

  • 18 . ^

    . [أنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 93، سير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52، والبداية والنهاية: 3/ 409، ومورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة: 1/ 10، والأعلام للزركلي: 2/ 271].

  • 19 . ^

    [طبقات ابن سعد: 1/ 114- ذكر من أرضع رسول الله، والشفا للقاضي عياض: 2/ 115].

  • 20 . ^

     [البداية والنهاية: 3/ 421،422].

  • 21 . ^

    . [طبقات ابن سعد: 1/ 114- ذكر من أرضع رسول الله، والشفا للقاضي عياض: 2/ 115].

  • 22 . ^

    [طبقات ابن سعد: 1/ 114- ذكر من أرضع رسول الله، والشفا للقاضي عياض: 2/ 115].

  • 23 . ^

    [طبقات ابن سعد: 1/ 113- ذكر من أرضع رسول الله].

  • 24 . ^

    [الموسوعة في صحيح السيرة النبوية- العهد المكي: ص140].

  • 25 . ^

    [تاريخ ابن أبي خيثمة: 2/ 815، والكامل لابن الأثير: 1/ 419، وسير أعلام النبلاء- سيرة: 1/ 52].

  • 26 . ^

    . [طبقات ابن سعد: 1/ 114- ذكر من أرضع رسول الله، والشفا للقاضي عياض: 2/ 115].

  • 27 . ^

    [الإصابة: (القسم الأول)13/ 289، وعون المعبود وحاشية ابن القيم: 14/ 37].

  • 28 . ^

    [الأعلام للزركلي: 2/ 271، ونضرة النعيم: 1/ 195].

  • 29 . ^

    [سيرة ابن اسحاق: ص49، وأنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 93، والمعجم الكبير للطبراني: 24/ 212(545)، والبداية والنهاية: 3/ 408، وإتحاف المهرة لابن حجر: 16/ 918، والأعلام للزركلي: 2/ 271].

  • 30 . ^

    [جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 1/ 265، والأعلام للزركلي: 3/ 84- ترجمة سعد بن بكر ،  2/ 271].

  • 31 . ^

    [المعجم الكبير للطبراني: 24/ 212، والاستيعاب: 4/ 1813، والوافي بالوفيات: 13/ 83، والبداية والنهاية: 3/ 408،  والإصابة: (القسم الأول)13/ 289، وعون المعبود وحاشية ابن القيم: 14/ 37

  • 32 . ^

    [طبقات ابن سعد: 1/ 110- ذكر من أرضع رسول الله، والبداية والنهاية: 3/ 408،  وصحيح السيرة النبوية: ص19].

  • 33 . ^

    [إمتاع الأسماع للمقريزي: 2/ 5].

  • 34 . ^

    [تاريخ ابن أبي خيثمة- السفر الثاني: 2/ 815].

  • 35 . ^

    [الاستيعاب: 4/ 1813، وتوضيح المشتبه: 3/ 285].

  • 36 . ^

    [معرفة الصحابة لأبي نعيم: 6/ 3252، والاستيعاب: 4/ 1813، الوافي بالوفيات: 13/ 83، وإمتاع الأسماع للمقريزي: 3/ 34، والأعلام للزركلي: 2/ 271].