
قال أبو عبد الله ابن منده: السائب مولى غيلان بن سلمة الثقفي، روى عنه ابنه نافع.
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع بن السائب، أن أباه كان عبدا لغيلان بن سلمة، وأنه أسلم، فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أسلم رد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاءه عليه. [معرفة الصحابة لابن منده: ص 756- 757]
وقال أبو نعيم: السائب مولى غيلان بن سلمة الثقفي، روى عنه ابنه نافع.
حدثت عن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن جده يونس، قال: حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع بن السائب، أن أباه كان عبدا لغيلان بن سلمة، وأنه أسلم، فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أسلم رد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاءه عليه. [معرفة الصحابة لأبي نعيم: 3/ 1382-1383، وتكرر في إسناده «عن أبيه عن جده»، وهو خطأ]
وقال أبو القاسم ابن منده: السائب مولى غيلان بن سلمة الثقفي، والد نافع، روى عنه ابنه، حديثه في رد الولاء على من أسلم. [المستخرج من كتب الناس: 2/ 163-164]
وقال ابن حجر: السائب الثقفي، مولى غيلان بن سلمة، روى ابن يونس في «تاريخ مصر» من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن نافع بن السائب، أن أباه كان عبدا لغيلان بن سلمة الثقفي، فأسلم، فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أسلم غيلان رد النبي صلى الله عليه وسلم ولاءه عليه. [الإصابة: 4/ 213 (القسم الأول)]
قلنا: كذا ذكر السائب مولى غيلان بن سلمة في الصحابة مَن تقدم ذكرهم بناء على رواية الحديث السابقة، وقد ترجح لنا خطأ هذه الرواية، وذلك لما يلي:
* اختُلف في رواية هذا الحديث على ابن لهيعة:
فرواه ابن منده وأبو نعيم- كما تقدم- من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع بن السائب، أن أباه كان عبدا لغيلان بن سلمة... الحديث. [معرفة الصحابة لابن منده: ص 756-757، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم: 3/ 1382-1383]
ففي هذه الرواية أن العبد هو السائب والد نافع.
ورواه ابن سعد، والبزار، والطبراني، وابن عساكر، من طرق عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عروة بن غيلان بن سلمة، عن أبيه، أن نافعا كان عبدا لغيلان بن سلمة... الحديث. [طبقات ابن سعد: 8/ 67، وكشف الأستار : 1322، والمعجم الكبير للطبراني: 18/ 263 (659)، وتاريخ دمشق لابن عساكر: 48/ 133، 140، ومختصر زوائد مسند البزار لابن حجر: 1/ 558، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 4/ 231: رواه البزار وقال: لا نعلم روى غيلان إلا هذا الحديث. قلت: وفيه عروة بن غيلان، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات]
فسُمي العبد في هذه الرواية: نافعا.
ورواه أبو نعيم من طريق ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عروة بن غيلان بن سلمة، أن أبا السائب نافعا كان عبدا لغيلان... الحديث. [معرفة الصحابة: 5/ 2676]
كذا في هذه الرواية؛ ليس فيها «عن أبيه»، وسُمي العبد فيها أيضا: نافعا. وكُني: أبا السائب.
ورواه البيهقي من طريق يحيى بن يحيى، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عروة، عن غيلان بن سلمة، أن رافعا أبا السائب كان عبدا لغيلان... الحديث. [السنن الكبرى للبيهقي: 10/ 518]
كذا وقع في هذه الرواية «رافع» بدلا من «نافع»، والظاهر أنه تصحيف. وكُني أيضا: أبا السائب.
ومما سبق يترجح لنا أن الصواب في هذا الحديث رواية الجماعة، والتي فيها أن اسم العبد «نافع»، وكنيته «أبو السائب». [وينظر: المستفاد من مبهمات المتن والإسناد لابن العراقي: 340]
* ويؤكد ما سبق أن الواقدي ذكر أسماء العبيد الذين نزلوا من حصن الطائف وأسلموا، فذكر منهم نافعا أبا السائب، ولم يذكر السائب. [مغازي الواقدي: 3/ 931]
* كما أن جميع مَن ترجم في الصحابة لـ«السائب مولى غيلان»- بناء على الرواية الخطأ- ترجموا أيضا لـ«نافع أبي السائب»، وذكروا له الحديث نفسه من الرواية الأخرى. [ينظر ترجمة نافع أبي السائب في: معرفة الصحابة لأبي نعيم: 5/ 2676، والمستخرج من كتب الناس: 2/ 333، وتلقيح فهوم أهل الأثر: ص186، وأسد الغابة: 4/ 526، وتجريد أسماء الصحابة: 2/ 102، والإصابة: 11/ 41 (القسم الأول)]
وعليه، فالسائب هذا لا يصح ذكره في الصحابة، إنما الصحبة لـ«نافع أبي السائب».
[معرفة الصحابة لابن منده: ص 756، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم: 3/ 1382، والمستخرج من كتب الناس: 2/ 163، وتلقيح فهوم أهل الأثر: ص142، وأسد الغابة: 2/ 167، وتجريد أسماء الصحابة: 1/ 207، والإصابة: 4/ 213 (القسم الأول)]