البيانات الشخصية

الاسم

أبو هبيرة الأنصاري (غير منسوب)

مَن ذكره في الصحابة (أو أخطأ فيه فأوهم الصحبة)



ذكر ابن الأثير والذهبي وابن كثير حديثه في ترجمة «أبي هبيرة بن الحارث بن علقمة الأنصاري»، وجوَّز ابن الأثير أن يكونا اثنين، وجزم ابن حجر بأنه غيره، وأفرده بترجمة. [1]

قال ابن الأثير: أبو هبيرة بن الحارث [بن] علقمة بن عمرو بن كعب بن مالك بن مبذول بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري، قتل يوم أحد شهيدا، وأبو هبيرة اسمه كنيته. وقيل فيه: أبو أسيرة. تقدم ذكره.

أخبرنا أبو الفضل المديني المخزومي بإسناده إلى أبي يعلى، حدثنا هارون بن معروف، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرنا مخرمة، عن أبيه، عن سعيد بن نافع قال: رآني أبو هبيرة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي الضحى حين طلعت الشمس، فعاب ذلك علي ونهاني، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصلوا حين [كذا، والصواب: حتى] ترتفع الشمس؛ فإنها تطلع بين قرني شيطان». هكذا رواه أبو يعلى، وسعيد تابعي لم يدرك من قتل بأحد، وهو مرسل. وفي قوله: «رآني أبو هبيرة» نظر؛ فإن كان غير الذي قتل يوم أحد وإلا فهو منقطع. [أسد الغابة: 5/ 317- 318]

وكذا ذكر ابن كثير هذا الحديث في ترجمة أبي هبيرة بن الحارث. [جامع المسانيد والسنن: 10/ 382]

وقال الذهبي: أبو هبيرة بن الحارث بن علقمة الخزرجي النجاري، استشهد يوم أحد- فيما قيل- خرج له أبو يعلى. [تجريد أسماء الصحابة: 2/ 209]

وقال ابن حجر: أبو هبيرة الأنصاري، غير منسوب، أورده أبو يعلى في «مسنده» من طريق مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن سعيد بن نافع، قال: رآني أبو هبيرة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي الضحى حين طلعت الشمس، فعاب ذلك علي ونهاني، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصلوا حتى ترتفع الشمس؛ فإنها تطلع بين قرني شيطان». خلطه ابن الأثير بالذي قبله- يعني: أبا هبيرة بن الحارث بن علقمة- ثم قال: سعيد تابعي لم يدرك من يقتل بأحد، فإن كان غيره وإلا فهو منقطع. انتهى. وكيف يحتمل أن يكون منقطعا وهو يصرح بأنه رآه؟! فتعين الاحتمال الأول. [الإصابة: 13/ 27 (القسم الأول)]

من نفى الصحبة (أو ذكره على الصواب)



من استدراكات الموسوعة

قلنا: كذا ذكر ابن الأثير والذهبي وابن كثير هذا الحديث في ترجمة أبي هبيرة بن الحارث الذي استشهد يوم أحد، واستشكل ابن الأثير ذلك؛ لأن سعيد بن نافع تابعي لم يدرك من قُتل بأحد، لكن في الرواية قول سعيد: «رآني أبو هبيرة».

لذلك قال ابن الأثير: سعيد تابعي لم يدرك من قُتل بأحد، وهو مرسل، وفي قوله «رآني أبو هبيرة» نظر، فإن كان غير الذي قتل يوم أحد وإلا فهو منقطع. [أسد الغابة: 5/ 317- 318]

وجزم ابن حجر بأنه غيره، وذكر كلام ابن الأثير، ثم قال: وكيف يحتمل أن يكون منقطعا وهو يصرح بأنه رآه؟! فتعين الاحتمال الأول. [الإصابة: 13/ 27 (القسم الأول)]

قلنا: الذي ترجح لنا خلاف الاحتمالين السابقين؛ وهو أن هذا الحديث حديث أبي بشير الأنصاري، وأن رواية أبي هبيرة خطأ.

وبيان ذلك:

أن هذا الحديث يرويه هارون بن معروف، عن عبد الله بن وهب، واختلف عليه من ثلاثة أوجه:

الأول: عنه، عن ابن وهب، عن مخرمة، عن أبيه، عن سعيد بن نافع، عن أبي بشير الأنصاري. [أخرجه أحمد وابنه عبد الله: 21889، عن هارون بن معروف، به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 2/ 226: رجاله ثقات]

الثاني: عنه، عن ابن وهب، عن مخرمة، عن أبيه، عن سعيد بن نافع، عن أبي هبيرة الأنصاري. [أخرجه أبو يعلى في مسنده: 1572، وفي المفاريد: ص 84- ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة: 5/ 317- 318- عن هارون بن معروف، به. وقال ابن الأثير: سعيد تابعي لم يدرك من قتل بأحد، وهو مرسل. وفي قوله: «رآني أبو هبيرة» نظر، فإن كان غير الذي قتل يوم أحد، وإلا فهو منقطع]

الثالث: عنه، عن ابن وهب، عن مخرمة، عن أبيه، عن سعيد بن نافع، عن أبي اليسر. [أخرجه البزار: 2304، عن محمد بن عبد الرحيم الحافظ المعروف بصاعقة، عن هارون بن معروف، به. وقال عقبه: هذا الحديث لا نعلم يُروى عن أبي اليسر إلا من هذا الوجه، وقد يُروى نحو منه عن النبي صلى الله عليه وسلم بغير هذا اللفظ، فذكرنا حديث أبي اليسر لهذه العلة، وسعيد بن نافع لا نعلم حدث عنه إلا بكير بن عبد الله. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 2/ 226: رواه البزار، ورجاله ثقات. وينظر: كشف الأستار: 1/ 336- 337]

قلنا: الذي يترجح لنا الوجه الأول، لما يلي:

* رواه أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، ومحمد بن سلمة المرادي، وأحمد بن عيسى المصري، عن ابن وهب، كرواية أحمد وابنه عن هارون بن معروف، عن ابن وهب.

[ذكره البخاري تعليقا في التاريخ الكبير: 9/ 15، عن أحمد بن عيسى.

وأخرجه الطبراني في الأوسط: 6524 من طريق أبي الطاهر.

وأخرجه المؤمل بن أحمد الشيباني في فوائده: 452، من طريق محمد بن سلمة.

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن بكير بن عبد الله إلا ابنه مخرمة، تفرد به ابن وهب، ولا يروى عن أبي بشير إلا بهذا الإسناد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 2/ 226: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الأوسط، إلا أن أبا يعلى قال: رآني أبو هبيرة، ورجال أحمد ثقات]

* ترجم البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما لـ«سعيد بن نافع»، وذكروا روايته عن أبي بشير الأنصاري، ورواية بكير بن الأشج عنه. [التاريخ الكبير للبخاري: 3/ 516-517، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 4/ 69، وتعجيل المنفعة: 1/ 590، والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة: 5/ 24]

* وكذا في ترجمة أبي بشير الأنصاري، ذكروا رواية سعيد بن نافع عنه. [التاريخ الكبير للبخاري: 9/ 15، والأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم: 2/ 70، وتهذيب الكمال: 33/ 79، وتاريخ الإسلام: 2/ 737، والإصابة: 12/ 66]

* جزم ابن عبد البر بأن هذا الحديث حديث أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه. [الاستيعاب: 4/ 1610، 1611]

المراجع



  • 1 . ^

    [أسد الغابة: 5/ 317- 318، وتجريد أسماء الصحابة: 2/ 209، وجامع المسانيد والسنن: 10/ 382، والإصابة: 13/ 27 (القسم الأول)]