
قال ابن حجر: عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، استدركه ابن فتحون، وعزاه لمقاتل، فإنه قال في «تفسيره» في قوله تعالى: {ذرني ومن خلقت وحيدا} قال: نزلت في الوليد بن المغيرة، كان له من الولد سبعة، أسلم ثلاثة؛ خالد وهشام وعمارة. كذا قال، وأورده الثعلبي في «تفسيره» عن مقاتل. [الإصابة: 8/ 419 (القسم الرابع). وينظر: تفسير الثعلبي: 10/ 72، وتفسير الزمخشري: 4/ 648، وتفسير النسفي: 3/ 563، والبحر المحيط: 10/ 329]
قال ابن حجر بعد ذكر كلام مقاتل السابق: الصواب: خالد وهشام والوليد؛ فأما عمارة فإنه مات كافرا؛ لأن قريشا بعثوه إلى النجاشي، فجرت له معه قصة، فأصيب بعقله وهام مع الوحش.
وقد ثبت أنه ممن دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم من قريش، لما وضع عقبة بن أبي معيط سلى الجزور على ظهره وهو يصلى. [الإصابة: 8/ 420 (القسم الرابع)، وينظر: سيرة ابن إسحاق: ص167، وطبقات ابن سعد: 6/ 89، ونسب قريش لمصعب الزبيري: ص322، والبداية والنهاية: 4/ 189]
وقال الطيبي- تعليقا على قول: كان له من الولد سبعة، أسلم ثلاثة؛ خالد وهشام وعمارة-: يفهم منه أن الوليد بن الوليد لم يسلم، والرواية بخلافه، قال ابن عبد البر في الاستيعاب: إن هشاما من المؤلفة، ولم يذكر عمارة في كتابه أصلا، وذكر أن الوليد بن الوليد أسلم وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخالد كان فارا من مكة؛ لئلا يرى رسول الله، وسمع الوليد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لو أتانا خالد لأكرمناه...». فكتب إليه الوليد، فوقع الإسلام في قلب خالد، وكان سبب هجرته.
وذكر البلاذري في أنساب الأشراف أن أولاد الوليد بن المغيرة أربعة: خالدا، وهشاما، وعمارة، ووليدا. وقال: وأما الوليد بن الوليد فكان من المستضعفين المؤمنين، وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ماشيا. وأما هشام فأسلم وحسن إسلامه، وهو الذي بعثه عمر رضي الله عنه إلى الكوفة. وأما عمارة، فكان فتى قريش جمالا، وشخص مع عمرو بن العاص إلى الحبشة، فعشقته امرأة النجاشي، فدعته فجعل يختلف إليها، وحدث عمرا بذلك، وكان بينهما ضغن وحقد، فقال: إن صدقتني فأتني بدهن من دهن النجاشي. فجاء به، فأتى عمرو النجاشي، وحدثه الحديث، فأخذه النجاشي، وقطعه إربا إربا. فعلم من ذلك أنه قتل مشركا، والله أعلم. [ينظر: حاشية الطيبي على الكشاف: 16/ 120، وأنساب الأشراف للبلاذري: 10/ 204-207]
تنبيهات:
في تفسير القرطبي: 19/ 72: نقلا عن مقاتل، وكذا في إحدى نسخ تفسير البغوي: 8/ 267: «الوليد» بدلا من «عمارة».