
قال ابن حجر: عزيزة بنت أبي تجراة العبدرية، أخت برة، ذكرها البلاذري، وأخرج عن ابن سعد والوليد بن صالح جميعا، عن الواقدي، عن سلمة بن بخت، عن عميرة بنت عبد الله بن كعب، عن عزيزة بنت أبي تجراة، قالت: كانت قريش لا تنكر صلاة الضحى، وكان المسلمون قبل أن تفرض الصلوات الخمس يصلون الضحى والعصر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا صلوا آخر النهار تفرقوا في الشعاب فصلوها فرادى. [الإصابة: 14/ 41- 42. وينظر: أنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 117]
قلنا: الحديث السابق أخرجه الحاكم من طريق الواقدي قال: حدثني سلمة بن بخت، عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب، عن أم درة، عن برة بنت أبي تجراة، قالت: كانت قريش لا تنكر صلاة الضحى، إنما تنكر الوقت، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء وقت العصر تفرقوا إلى الشعاب، فصلوا فرادى ومثنى. [أخرجه الحاكم في المستدرك: 4/ 52 مطولا، وأخرج بعضه ابن سعد في الطبقات: 10/ 43، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 25/ 144-145 من طريق الواقدي كذلك]
فتبين بذلك أنه وقع سقط وتحريف في رواية البلاذري؛ فسقط من الإسناد «أم درة»، وتحرف «عن برة بنت أبي تجراة» إلى «عزيزة بنت أبي تجراة».
* في الحديث السابق في الإصابة: «عميرة بنت عبد الله بن كعب»، وفي طبقات ابن سعد، والمستدرك، وتاريخ دمشق: «عميرة بنت عبيد الله بن كعب»، وهو الصواب. [ينظر: طبقات ابن سعد: 7/ 268، 10/ 43، والمستدرك: 4/ 52، وتاريخ دمشق لابن عساكر: 25/ 144]
* وقع مثل هذا الخطأ في حديث آخر.
قال البلاذري: حدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن علي بن محمد بن عبيد الله، عن منصور بن عبيد الله، عن أمه عزيزة بنت أبي تجراة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حين أراد الله كرامته وابتداءه بالنبوة إذا خرج لحاجته أبعد حتى لا يرى بيتا، ويفضي إلى الشعاب والأودية، فلا يمر بشجرة إلا قالت: السلام عليك يا رسول الله. فيلتفت عن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى أحدا. [أنساب الأشراف للبلاذري: 1/ 104]
قلنا: قوله «عن أمه عزيزة بنت أبي تجراة» خطأ، صوابه «عن أمه، عن برة ابنة أبي تجراة»، وقد أخرجه ابن سعد على الصواب. [طبقات ابن سعد: 1/ 132]
وقوله «منصور بن عبيد الله» خطأ، صوابه «منصور بن عبد الرحمن». [ينظر: طبقات ابن سعد: 1/ 132، 8/ 48، وتهذيب الكمال: 28/ 538]