عبد الله بن وهب الزهري

قال ابن سعد: عبد الله بن وهب الزهري، أسلم يوم الفتح، وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنيه بخيبر تسعين وسقا، له خمسين وسقا، ولابنيه أربعين وسقا. [الطبقات: 6/ 76، وينظر: سيرة ابن هشام: 2/ 352، ووقع فيه: «ولعبد الله بن وهب وابنتيه تسعين وسقا، لابنيه منها أربعين وسقا». كذا في الموضع الأول «وابنتيه»، وهو خطأ، والصواب «وابنيه»، كما في الموضع الثاني عنده]

وقال الواقدي: ...ولعبد الله بن وهب وابنيه خمسين وسقا، لابنيه أربعين وسقا. [المغازي: 2/ 695، وكذا في إمتاع الأسماع: 9/ 282، نقلا عن الواقدي. وكأن كلمة «خمسين» حرفت من «تسعين»، أو يكون سقط من العبارة ذكر «تسعين» التي هي مجموع ما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم وابنيه، كما تقدم عن ابن إسحاق وابن سعد]

تنبيه:

قال تقي الدين الفاسي: عبد الله بن وهب الزهري، قال ابن سعد: أسلم يوم الفتح، وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم وابنيه بحنين تسعين وسقا. هكذا ذكره الذهبي في التجريد، ولم أر من ذكره سواه.

وفي الترجمة إشكال؛ وهو: إن كان إسلامه يوم الفتح، فيبعد إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم له الأوسق بحنين؛ لأن إعطاء الأوسق إنما كان بخيبر.

ولا يقال: إن حنينا تصحيف، وأنها بخيبر؛ لأنه صرح أن إسلامه كان يوم الفتح. [العقد الثمين: 4/ 440]

قلنا: كلام الفاسي فيه نظر من وجهين:

الأول: قوله: «هكذا ذكره الذهبي في التجريد، ولم أر من ذكره سواه».

قلنا: الذي في التجريد «بخيبر». [ينظر: تجريد أسماء الصحابة: 1/ 340، وهو كذلك في ثلاث نسخ خطية، فكأن النسخة التي نقل منها الفاسي وقع فيها تصحيف]

وقد ذكره ابن إسحاق، والواقدي، وابن سعد، وعندهم جميعا «بخيبر». [ينظر: مغازي الواقدي: 2/ 695، وسيرة ابن هشام: 2/ 352، وطبقات ابن سعد: 6/ 76]

الثاني: قوله: «ولا يقال: إن حنينا تصحيف، وأنها بخيبر؛ لأنه صرح أن إسلامه كان يوم الفتح».

قلنا: بل هو تصحيف كما تقدم، ولا إشكال في إسلامه يوم الفتح وإعطاء النبي صلى الله عليه وسلم إياه من خيبر؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أطعم من تمر خيبر أناسا حين أسلموا في فتح مكة؛ منهم أبو سفيان بن الحارث، وركانة بن عبد يزيد، والصلت بن مخرمة بن المطلب، والسائب بن أبي حبيش. [ينظر: طبقات ابن سعد: 4/ 46، 49، 6/ 42، 44، 63]