
قال ابن حجر: بركة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، ذكرها بعض من جمع رجال «العمدة» للحافظ عبد الغني، فأورد في أول الكتاب شيئا من الترجمة النبوية، ثم قال: فولدت له خديجة: القاسم، ثم بركة، ثم زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم. ثم قال: وذكر مثله ابن سعد. لكنه لم يذكر بركة، وهذا الذي ذكره لم ينسبه لأحد، ولا هو مذكور عند أحد من المشهورين في كتبهم المشهورة، وبالله التوفيق. [الإصابة: 13/ 213 (القسم الثاني)]
قلنا: كذا ترجم ابن حجر في القسم الثاني لـ «بركة بنت النبي صلى الله عليه وسلم» نقلا عن بعض من جمع رجال «العمدة» للحافظ عبد الغني.
وكأن ابن حجر توقف فيها فقال: وهذا الذي ذكره لم ينسبه لأحد، ولا هو مذكور عند أحد من المشهورين في كتبهم المشهورة. انتهى.
قلنا: والظاهر أن الكلام السابق وقع مصحَّفا لمن جمع رجال «العمدة»؛ فقوله: «فولدت له خديجة: القاسم، ثم بركة، ثم زينب...» كأن صوابه: «فولدت له خديجة: القاسم، وبه كُني، ثم زينب...».
وقد ذكر ابن سعد نحو ذلك؛ فروى بسنده عن ابن عباس قال: كان أول من ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل النبوة القاسم، وبه كان يكنى، ثم ولد له زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم. [طبقات ابن سعد: 1/ 110- 111]
وقد ذكر غير واحد أولاد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا فيهم «بركة». [ينظر: سيرة ابن هشام: 1/ 190، وطبقات ابن سعد: 1/ 110- 111، ونسب قريش لمصعب الزبيري: ص21، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: ص 16]
فيتلخص مما سبق أن ذِكْر «بركة» في بنات النبي صلى الله عليه وسلم خطأ.