
* قال ابن حجر: الجموح الأنصاري، من بني سلمة، قال عمر بن شبة في كتاب «مكة»، في ذكر الأصنام التي كانت تعبد في الجاهلية ما نصه: وكان لبني سلمة صنم يقال له: مناف. فعدا عليه رجل منهم يقال له: الجموح. فربطه بكلب، ثم طرحه في بئر وقال:
الحمد لله الجليل ذي المنن
قبح بالفعل منافا ذا الدرن
أقسم لو كنت إلها لم تكن
أنت وكلب وسط بئر في قرن
[الإصابة: 2/ 227 (القسم الأول)]
* في سيرة ابن هشام: 1/ 452، وأسد الغابة: 3/ 704: «مناة» بدلا من «مناف». وينظر كلام السهيلي في الروض الأنف: 4/ 85- 86.
قلنا: كذا نقل ابن حجر عن عمر بن شبة أن الجموح الأنصاري هو الذي عدا على الصنم، فربطه بكلب، ثم طرحه في بئر، وقال الشعر المذكور.
والقصة بهذا السياق فيها نظر؛ فالذي ذكره غير واحد- منهم ابن حجر نفسه في موضع آخر- أن هذا الصنم كان لعمرو بن الجموح، وأن الذي فعل ذلك بالصنم فتيان من بني سلمة كانوا قد أسلموا، ولما وجد عمرو بن الجموح ذات يوم الصنم منكسا في بئر مقرونا بكلب أبصر شأنه، وكان ذلك سببا في إسلامه، وقال الشعر المذكور. [ينظر: سيرة ابن هشام: 1/ 452-453، وطبقات ابن سعد: 4/ 373- 376، وتلقيح فهوم أهل الأثر: ص103، وأسد الغابة: 3/ 704، وسير أعلام النبلاء: 1/ 253- 254، والإصابة: 7/ 351 (القسم الأول)]
إذا صاحب القصة وقائل الأبيات السابقة هو عمرو بن الجموح، ولا يصح ذكر الجموح الأنصاري في الصحابة.