
الاسم
أوس بن أقرم الأنصاري [1]
وقع في تفسير ابن كثير: 8/ 131، وفتح الباري: 8/ 645: «أرقم» بدلا من «أقرم».
قال ابن حجر: أوس بن أقرم الأنصاري، ذكره أبو الأسود، عن عروة فيمن نقل للنبي صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن أبيّ قال في غزوة المريسيع ما قال. أخرجه الحاكم في «الإكليل»، وقال: إنه من خطأ أصحاب المغازي. قال: والصحيح أن قائل ذلك هو زيد بن أرقم. ولا يبعد أن يقع ذلك لزيد ولأوس، والله أعلم. [الإصابة: 1/ 284 (القسم الأول)]
قلنا: القصة التي ذُكر فيها «أوس بن أقرم» أخرجها البيهقي في «الدلائل» عن الحاكم وغيره.
قال البيهقي: ذكر ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، وذكر موسى بن عقبة في مغازيهما هذه القصة، وزعما أن أوس بن أقرم- وهو رجل من بني الحارث بن الخزرج- هو الذي سمع قول عبد الله بن أبيّ، فأخبر بذلك عمر بن الخطاب، وذكر ذلك عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن أبيّ، فسأله عما تكلم به، فحلف بالله ما قال من ذلك شيئا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن كان سبق منك قول فتب». فجحد وحلف، فوقع رجال بأوس بن أقرم، وقالوا: أسأت بابن عمك وظلمته، ولم يصدقك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبينما هم يسيرون، إذ رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، فلما قضى الله قضاءه في موطنه ذلك، وسري عنه، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بأوس بن أقرم، فأخذ بأذنه فعصرها، حتى استشرف القوم؛ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أبشر؛ فقد صدق الله حديثك». ثم قرأ عليه سورة المنافقين حتى بلغ ما أنزل الله في ابن أبيّ: {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا} [المنافقون: 7] حتى بلغ: {ولكن المنافقين لا يعلمون} [المنافقون: 8]. [أخرجه البيهقي في دلائل النبوة: 4/ 56- 57]
قال ابن حجر: جزم الحاكم في «الإكليل» أن هذه الرواية وهم، والصواب زيد بن أرقم. قلت: ولا يمتنع تعدد المخبر بذلك عن عبد الله بن أبيّ، إلا أن القصة مشهورة لزيد بن أرقم. [فتح الباري: 8/ 645]
وقال ابن كثير: لعله مبلِّغ آخر، أو تصحيف من جهة السمع. [تفسير ابن كثير: 8/ 131]
قلنا: الذي يترجح لنا هو ما ذهب إليه الحاكم من أن هذه الرواية وهم، وأن القصة لزيد بن أرقم.
ويبعد جدا أن تكون هذه القصة وقعت لزيد ولأوس معا؛ وذلك للأسباب التالية:
* القصة السابقة رواها البيهقي بسنده إلى عروة بن الزبير وموسى بن عقبة في مغازيهما، وفيها «أوس بن أقرم». لكن رواها ابن شبة بسنده إلى موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، وفيها «زيد بن أرقم» على الصواب. [تاريخ المدينة: 1/ 349-352]
* ورد في القصة أحداث تفصيلية يبعد في العادة تكرارها، مثل نزول الوحي، وأخذه صلى الله عليه وسلم بأذن زيد بن أرقم وعصرها، وقوله له: «أبشر؛ فقد صدق الله حديثك».
* لو صحت قصة أوس بن أقرم لاشتهرت- كقصة زيد بن أرقم- لكنها لم تشتهر.
* لا يعرف «أوس بن أقرم» في الصحابة، ولم يرد له ذكر إلا في هذه القصة.
تتمة: قصة زيد بن أرقم وردت في الصحيحين.
فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه، قال: كنت مع عمي، فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا. وقال أيضا: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فذكرت ذلك لعمي، فذكر عمي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فصدقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبني، فأصابني هم لم يصبني مثله قط، فجلست في بيتي، فأنزل الله عز وجل: {إذا جاءك المنافقون} [المنافقون: 1] إلى قوله {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله} [المنافقون: 7] إلى قوله {ليخرجن الأعز منها الأذل} [المنافقون: 8] فأرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها علي، ثم قال: «إن الله قد صدقك». [صحيح البخاري: 4901، وصحيح مسلم: 2772]