
قال ابن حجر: أثيلة الخزاعي، قال أبو قرة موسى بن طارق في «السنن» له: ذكر ابن جريج، عن ابن أبي حسين، أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى سهيل بن عمرو: «إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن، أو نهارا فلا تمسين، حتى تبعث إلي من ماء زمزم». قال: فاستعان سهيل بأثيلة الخزاعي حتى جعلا مزادتين وفرغا منهما، فملأهما سهيل من ماء زمزم، وبعث بهما على بعير.
ورواه المفضل بن محمد الجندي، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي حسين نحوه.
وسيأتي أن المبعوث بذلك من عند سهيل مولاه أزيهر. [الإصابة: 1/ 66 (القسم الأول)]
قلنا: هكذا ترجم ابن حجر في الرجال لـ«أثيلة الخزاعي» بناء على الحديث السابق.
ثم ترجم ترجمة أخرى في النساء- بناء على الحديث نفسه- فقال: أثيلة الخزاعية، جدة أيوب بن عبد الله بن زهير الأسدي، ذكر لها الفاكهي في «كتاب مكة» خبرا من طريق ابن جريج، عن ابن أبي حسين، أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى سهيل بن عمرو: «إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن، أو نهارا فلا تمسين، حتى تبعث إلي من ماء زمزم». قال: فاستعانت امرأتُه الخزاعيةَ جدةَ أيوب، فأدلجتاهما، فلم يصبحا حتى فرغتا من مزادتين، فجعلناهما في كرين، فبعث بهما على بعير من ليلتهما. وأخرجه عمر بن شبة كذلك. [الإصابة: 13/ 117 (القسم الأول)]
وقد تبين لنا خطأ الرواية الأولى التي فيها: «فاستعان سهيل بأثيلة الخزاعي»، واتضح أن الصواب: «فاستعانت امرأة سهيل بأثيلة الخزاعية»، وأن «أثيلة» امرأة، وليست رجلا.
ويؤكد ذلك أن المفضل بن محمد الجندي أخرج هذا الحديث- ومن طريقه ابن عساكر- من طريق أبي قرة، عن ابن جريج، به، على الصواب. [فضائل مكة: ص 219، وتاريخ دمشق: 73/ 56]
وأبو قرة هو موسى بن طارق الذي نقل ابن حجر الرواية الأولى الخطأ من كتاب «السنن» له.
وكذا أخرجه عبد الرزاق، والأزرقي، والفاكهي، من طريق ابن جريج، به. [مصنف عبد الرزاق: 9127، وأخبار مكة للأزرقي: 2/ 51، وأخبار مكة للفاكهي: 2/ 33]
وعندهم جميعا «أثيلة الخزاعية جدة أيوب بن عبد الله بن زهير»، وأن امرأة سهيل بن عمرو هي التي استعانت بها.
وقال السخاوي: حديث حسن لشواهده. [المقاصد الحسنة: ص 569]